نمل لبنان

النمل أكثر الحشرات على وجه الأرض كميةً، حيث تمثل حوالي 15٪ من كتلة الحيوان في البيئة هي موجودة فيها. ومن بين كل ألف حشرة نجد نملة. لذلك، فإن لديها دور بيئي هائل، حيث تمثل مصدرًا هامًا لغذاء الطيور الصغيرة. من الناحية أخرى تلعب دورًا هامًا في تكوين التربة، نظرًا لأنها تتغذى بشكل رئيسي على المخلفات العضوية والحشرات والجثث الصغيرة، تلعب دورًا حيويًا كمحللة المواد العضوية، مساهمة في نظافة سطح الأرض و تغذية التربة التي تحفر فيها أنفاقها.

إن النمل مشهورة لمستعمراتها المعقدة. لكن لا ينتهي مستوى التعقيد العالي لمستعمرات النمل عند حدود النوع، حيث تستغل النمل بعضها البعض أو تتطفل على أنواع أخرى من النمل، وتقوم برعاية قطعان من المن، وزراعة الفطر. من ناحية تصنيفها، تنتمي النمل إلى عائلة الهمينوبتيرا، الحشرات ذوات الزوجين من الأجنحة. في حالة النمل، لم يحافظ إلا الملكات والذكور على الأجنحة، بينما فقدتها النملات العاملات عبر تطور الفصيلة. ويشكل الهيف، أي الجزء الذي يصل بين الجذع والبطن لدى الهمينوبتيرا (الخصر المشهور عند الدبور) معيارًا مهمًا لتحديد الأنواع المختلفة.

يمكن أن تختلف أشكال النمل داخل النوع الواحد: ولا نتحدث هنا عن الذكور والملكات التي تختلف في أشكالها عن العاملات، ولكن في بعض الأحيان هناك أيضًا شكلان من الإناث العقيمة، النمل الصغير (العاملات) والنمل الكبير (الجنود).

تختلف أنواع النمل كذلك باختلاف حجم المستعمرات التي تشكلها (من مئات قليلة من الأفراد إلى ملايين)، وباختلاف نظامها الغذائي (بعض الأنواع تصطاد، والبعض الآخر تجمع الحبوب، ومجموعة ثلاثة قد تزرع الفطر أو ترعى قطعان من المن).

ندين في معرفتنا بالنمل في لبنان بشكل كبير إلى جورج طعمة، الذي كرس رسالته للدكتوراه لنمل لبنان، ثم قضى حياته مع زوجته هنريت في دراسة النمل في لبنان، حيث حددا 110 نوعًا من النمل على الأراضي اللبنانية، وتنتمي هذه الأنواع إلى خمس فصائل فرعية:

Ponerinae، Dorylinae، Myrmicinae، Dolichoderinae، وFormicinae.

Ponerinae/بونيراوات

يمكن التعرف بسهولة على الـبونيراوات بفضل هيفها البسيط، والتضيق البالغ في الجزء البطني. وهي نمل تعيش في مستعمرات صغيرة تحتوي على مئات من الأفراد. لديها حمة (أو إبرة) وتتغذى على الحشرات القشرية”. هناك نوعان منها في لبنان:

Ponera punctissima و Ponera libani.

Ponera

نميز البونيرا عن الأجناس الاخرى بطريقتها في بناء عشها، وتبني أعشاشها في مساحات صغيرة أو “نوافذ” داخل الأشجار أو الصخور، أو داخل هياكل طبيعية أخرى.

Dorylinae/النملة المحاربة

جنس دوريلينا جنس نملة جارحة. ويُطلق عليه أيضًا اسم “النمل المحاربة” بسبب عدوانيتها وقدرتها على تكوين مستعمرات ضخمة تضم عشرات الملايين من الأفراد. ويقوم هذا النوع باصطياد أنواع من المفصليات (اللافقاريات ذوات أرجل بمفاصل).

يوجد في لبنان نوع واحد فقط من هذا الجنس، وهو دوريلوس فولفوس، المنتشر في منطقة بيروت الكبرة. هذا الجنس يضم النمل الجائلة التي لا تبني أعشاشًا دائمة، بل تنتقل حسب توافر الطعام. وتُسهم هذه القدرة على التنقل في تغذيتها من خلال تكاثرها في أي وقت من أوقات السنة. والنمل الجائلة تمتلك طوائف مختلفة الشكل منها جنود تمتلك رأسًا أكبر مع فكّين قويين تشبه المقصات. وعلى الرغم من امتلاكها لحمة ذي سم، إلا أنه من النادر أن تستخدمها، حيث تعتمد على قوة فكيها. وعندما تهاجم فريستها، تنطلق المجموعة بأكملها للهجوم عليها، حيث تعضها وتقطعها بفكيها.

تشكل النملة المحاربة عنصرًا أساسيًا في العديد من الأنظمة البيئية، حيث تساعد في السيطرة على أعداد الحشرات الأخرى وتمثل مصدرًا مهمًا للطعام بالنسبة لمفترسين أكبر في الحجم، مثل الطيور وبعض الثدييات الصغيرة

Dorulus fulvus

Myrmicinae/النملة الثنائية الهيف

تعد الميرميسينا أكبر الأسر في فصيلة النمل. يمكن التعرف على هذه النمل بسهولة من خلال هيفها المكوّن من جزئين، أو عقدين. يعيش معظمها من مستعمرات صغيرة تحتوي على مئات أو آلاف الأفراد. ويوجد منها 11 جنسًا في لبنان

Aphaenogaster/أفينوغاستر

الأفينوغاستر تبني أعشاشًا تحت الأرض وتجمع التربة في شكل المخروط على مداخل أعشاشها. وهذا المخروط يعد عنصرًا مميزًا لهذا الجنس من النمل، ويهدف إلى تجنب دخول الفيضانات إلى ممرات المستعمرة. تتغذى الأفينوغاستر على النباتات والكائنات الصغيرة على حد سواء، مما يساعد في السيطرة على أعداد الحشرات وترويج العناصر العضوية في الأرض

Crematogaster/كريماتوغاستر

يعني لفظ “كريماتوغاستر” حرفيًا “بطن معلق”. وبالفعل، فإن نمل الكريماتوغاستر لديها بطنًا مرتفع بشكل مميز، ترفعه عند الإنذار بتهديد العدو . تُعرف بأنها قادرة على تحوير جسدها وماهرة في التنقل على مختلف الأسطح والهروب من الحيوانات المفترسة. تعيش معظم الأنواع في الأشجار وتتغذى على الحشرات وعلى رحيق الزهور ومغثر المن (مادة سائلة سكرية تفرزها حشرة المن)، بالإضافة إلى الفواكه والبذور. تميل إلى تربية المن وحمايتها من الحيوانات المفترسة ممثل الدعسوق (الخنافس المنقطة) للاستفادة من مغثرها. تحصل أيضًا نمل الكريماتوغاستر على غذائها من خلال اصطياد الحشرات الأخرى مثل الزراقيط، حيث تستخدم حمتها (إبرتها) وتسممها لتخدير ضحاياها

يوجد 6 أنواع كريماتوغاستر مختلفة في لبنان

Crematogaster

Leptothorax/ليبتوطراكس

تعيش هذه النملة في مستعمرات صغيرة يتراوح عدد أفرادها بين العشرات والمئات. تستعيض المستعمرة عن قلة عددها بعملية من “الطفيلية الاجتماعية المؤقتة”، بما يعني أنها تفرز مواد كيميائية تمكّنها من اقتحام العش الغريب ومن سرقة موارد المستعمرة الأخرى لكي توفر الطاقة المستهلكة في بناء أعشاشها الخاصة.

وبلبنان أربع أنواع من هذا النمل

.

Leptothorax

Messor/ميسور

تصل مستعمرات الميسور لأحجام ضخمة فيها مخازن معقدة للحفاظ على جفاف الحبوب وحمياتها من الإنبات. يمكن التعرف على 16 نوعًا منها في لبنان. وقج قام جورج وهنريات طعمة بدراسة مستعمرات ميسور إيبينوس وتربيتها

يوجد مستعمرات ميسور إبنينوس في المناطق اللبنانية كلها، خاصة على التربة الرملية البحرية في الساحل أو التربة الحمراء في الجانب الشرقي لجبل لبنان

Messor ebeninus minor © antwiki.org

Monomorium/مُنُمُريوم

مُنُمُريوم، أو نملة الفراعنة، نملة صغيرة الحكم، فاتحة اللون إلى درجة قد تصل إلى الشفافية. توجد بكثرة في المناطق الحضرية والمدن، وتُعتبر آفة نظرًا لأنها تزيد من عدد مستعمراتها بطريق الأخرى الفرعية، على غرار معظم أنواع النمل الصغيرة الغازية الأخرى، حيث يضم كل عش “فرعي” عدة ملكات تضع البيض، مما يجعل السيطرة عليها أمرًا صعبًا للغاية بمجرد تضخمها لأعداد كبيرة

Memorium pharaonis © antwiki.org

Pheidole/فايدول

تتكون أغلبية الأنواع تحت جنس الفايدول على شكلين من العاملات، وهما العاملات الصغيرة والعاملات الكبيرة أو الجنود. العاملات الكبيرة لديها رؤوس كبيرة وفكوك أكثر تطورًا.

فايدول كبير الرأس/Pheidole megacephala

تتغذى نملة الفايدول كبيرة الرأس على العث وعلى الحشرات الصغيرة أيضًا. قد انتشرت هذه السلالة في جميع أنحاء العالم وتعتبر واحدة من قائمة أفضل 100 نوع غازي على مستوى العالم وفقًا للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة، حيث أنها مسؤولة عن انقراض العديد من الحشرات الأخرى في المناطق التي تستوطنها

Oxyopomyrmex/أوكسيوبوميرميكس

يتميّز الأوكسيوبوميرميكس بجسده الرفيع وفكوكه الطويلة

© antwiki.org

Solenepsis/النملة النارية-سولنبسيس

تلسع النملة النارية وتحقن سُمًا قويًا في فريستها، ويمكن لهذا السم أن يسبب حساسية للإنسان.

والنوع الموجود من هذا الجنس في لبنان سولنبسيس فوغاكس. وهي نملة سارقة تستعمر بالقرب من مستعمرة نوع نمل آخر، وتحفر أنفاقًا تؤدي إلى ممرات المستعمرة الأخرى لسرقة الموارد ومنها اليرقات.

Solenopsis_fugax_stealing_Tapinoma_brood @ antwiki.org

Tetramorium/نملة البلاط-تيتراموريوم

نمل البلاط، تببني أعشاشها في حفر وشقوق الشوارع والأرصفة والمباني. لديها دور مهم في بيئة المدن، وتشكل مصدرًا غذائيًا هامًا للطيور. يمكن ملاحظة 13 نوعًا منها في لبنان.

Tetramorium caespitum © antwiki.org

Dolychoderinae/النملة ذو هيف قصير-دوليكودرينا

توصف هذه الأسرة من النمل بهيفها القصير وثقب بشكل طولي لإفراز مواد كيميائية تستعملها بدل الحمة التي لا تتمتع بها نمل هذه الفصيلة.

Bothriomyrmex/بوثريوميرمكس

تعيش نملة البوثريوميرمكس في مستعمرات صغيرة تضم عددًا يتراوح بين العشرات والمئات من الأفراد. تربي مَن وحشرات أخرى مفرزة لمادة سكرية – المغثر – وتحلبها وتستهلكها. درس جورج وهانريات طعمة نوع البوثريوميرمكس سيريوس كما قاموا بتربيتها

Biothriomyrmex syrius © antwiki.org

Liometopum /ليوميتوبوم

تتميّز نملة الليوميتوبوم بجسمها الداكن المغطى بالشعيرات. تعيش في الأشجار التي تبني فيها أعشاش كبيرة قطرها يمتد عدة أمتار في داخلها. تتكون هذه الأعشاش من أغصان الأشجار وأوراقها ولعاب النمل الذي يخلق هيكلًا قويًا متينًا

Liometopum microcephalum © antwiki.org

Tapinoma/تابينوما

نمل جنس تابينوما يمكن رؤيتها بسهولة في المناطق الحضرية وحتى داخل البيوت التي تغزوها بحثًا عن مأوى وطعام، مدفوعة بانجذابها إلى المواد السكرية الموجودة فيها. تشتهر أيضًا بتناول محتويات سلال المهملات والتكاثر في المزابل. تبني أعشاشها في الجدران وتحت الأسطح وفي أماكن أخرى متوارية. يمكن التعرف عليها بسهولة من خلال قرون الاستشعار ذي زاوية قائمة وهيفها القصير جدًا.

Tapinoma simrothi © antwiki.org

Formicinae/فورميسينا-النملة الأحادية الهيف

تجمع عائلة فورميسينا أنواع النمل التي لم تتطور كثيرًا لا زالت تحتفظ بالسمات البدائية مثل وجود شرنقة (خيط تلف بها اليرقة نفسها قبل تحول لحشرة كاملة) وامتلاك النمل العاملة لعيون صغيرة (الزئم) فوق رأسه. يمكن التأمل على 9 أجناس منها في لبنان.

Lepisiota/لبيسيوتا – نملة الخشب

يجمع جنس اللبيسيوتا النمل المستعمرة في الخشب. وقد درس جورج وهانريات طعمة ثلاث أنواع منها كما قاما بتربية مستعمرات بعضها. وهذه الأنواع الثلاثة هي:

Acantholepis frauenfeldi, A. Syriaca, Cataglyphis frigida

تربي النوع الأول المن و تستخلص المادة السكرية منها (المغثر) وتتغذى عليه

Camponotus/كامبوناتوس-النحلة النجارة

إن جنس كامبوناتوس منتشر جدًا، ويوجد منها 17 نوعًا في لبنان. تلقب بالنملة النجارة، لأنها تبني أعشاشها في أغصان الأشجار والأغصان الميتة و الحطب بفضل قدرتها على حفر الخشب. تمتلك فكين قويين بما يكفي لتقطيع الخشب، تمامًا كالأرضة، إلا أنها لا تتغذى على الخشب كما تتغذى الأرضة عليه. ببساطة، لا تمثل الأخشب للنملة النجارة سوى محلًا للسكن. وعلى المستوى البيئي، تشارك هذه النملة في تحلل الخشب الميت وعناصر نباتية أخرى، وبالتالي تسهم في تغذية الأرض. تعيش جميع أنواع هذا الجنس في تكافل مع بكتيريا داخلية والتي من المحتمل أن تلعب دورًا في تغذية النمل. ويمكن رؤيتها بسهولة على أغصان الشمران حيث تعيش أيضًا في علاقة تقايضية مع الشمر الشائع والمن الذي يتغذى عليه، إذ تنظف النمل المن من مغثرها وتحدد عددها كي لا تؤذى النبتة الضيفة.

تدفّع نملة نجارة المن ضد هجوم دعسوقة © ARL

Cataglyphis/كاتاغليفيس-نملة الصحراء

كاتاغليفيس نملة المناطق الصحراوية، وبالتالي يمكن رؤيتها في المناطق الجافة. تتميز هذه النمل بتكيّفها مع الظروف الصحراوية، إذ تستحمل درجات حرارة تصل إلى 70 درجة. كما أن لديها قدرة على تمييز الإتجاهات معتمدًا على وضع الشمس.

تخرج النملة الصحروية من أنفاقها بحثًا عن الطعام في وسط النهار. وتتجول على الرمال لمسافة تزيد عن خمسين مترًا بشكل متعرج. ثم تعود بخط مستقيم مباشر إلى العش معتمدة على موقع الشمس. حجمها صغير وجسمها مغطى بشعيرات تساعد في الحفاظ على رطوبة جسمها، كما أنّ لها أرجل طويلة تمنحها القدرة على السير على الرمل.

ويوجد في لبنان ثمانية أنواع منها.

Cataglyphis bicolor

Lasius/لاسيوس-النمل ذو شعر

إن نمل جنس لاسيوس منتشرة في المستنقعات والأراضي ذات الرطوبة العالية نتيجة قدرتها على تحمل الظروف الرطبة في الخشب المتعفن أو التربة المشبعة بالماء. تتطلب هذه الظروف السيطرة على درجة الرطوبة في الأنفاق حتى لا تنمو فيها الفطريات أو البكتيريا المضرة. وتبني هذه النمل مستعمرات فرعية بالقرب من مستعمرتها الأم، متصلة بشبكة من الأنفاق كي يضمن وجود أنفاق غير مغمورة بالمياه.

يوجد في لبنان ثلاثة أنواع اللاسيوس، من بينها لسيوس أميرجيناتوس، وهي نملة تربّي المن.

Lasius emarginatus © antwiki.org

Paratrechina/باراترشينا

لقد تام إدخال باراترشينا ذو قرون استشعار طويلة إلى جميع المناطق الاستوائية وتعتبر آفة فيها، من بين الأسباب جاذبيتها الخاصة للتيار الكهربائي، مما ينتج أضرار كبيرة على الشبكات الكهربائية بسبب الماسات الكهربائية التي تسببها والحرائق التي يمكن أن تندلع بسببها. تشكل باراترشينا ذات قرون استشعار طويلة مستعمرات واسعة تحتوي على عدة ملكات، مما يتيح لها السيطرة بسرعة على المنطقة التي تحتلها بأكملها .

Paratrechina longicornis © antwiki.org

Plagiolepsis/بلاجيولابسيس

تتميّز نمل جنس بلاجيولابسيس بنشاطها وبحثها الدائم على الموارد بلا كلل ولا ملل

Prenolepsis/برينولابسيس

لا يوجد عند البرينولابسيس فطرة سبات شتوي على عكس بقية أجناس النمل التي تستعد للشتاء تتوقف عن البيض طوال هذه فترة، إذ يستمر البرينولابسيس نشاط خلال الشتاء، مما يوحي بقدرتها الكبيرة على التأقلم مع البرودة.

فهرست

قائمة أنواع النحل الموجودة في لبنان

فيلم وثائقي عن النحل بشكل عام باللغة الفرنسية وباللغة الإنكليزية