المنحدرات المرتفعة
تغطي الثلوج سفوح الجبال العالية معظم أيام السنة ،وبعد ذوبان الجليد تبقى جافة لحين حلول الشتاء مرة اخرى. يؤدي ذلك الى تشكّل المساكن الحيوية القاسية حيث تناضل النباتات للازدهار. والتي تعيش منها تأقلمت مع الظروف البيئية القاسية من حولها، معظمها صغير الحجم ويشكل “وسادة” كما هو مبين أدناه.
المصطلح العلمي الذي يطلق على نباتات المرتفعات العالية هو “tragacanth” يهيمن عليها المنحدرات الصخرية مع مساحات كبيرة من التربة والصخور، يختلط بها شجيرات شوكية منخفضة مثل البيقية، والجزاب، والاستراغالوس، والغملول. وعلى الرغم من قلة النباتات هناك الا ان زيارة تلك الامكنة مثيرة للاهتمام بسبب تخصصها بهذا الانواع النباتية، حيث لا يمكن ايجاد الكثير منها على ارتفاعات اخفض. وينطبق هذا بصفة خاصة على بعض انواع النباتات حيث تأوي الزهور الجبلية الحساسة بين الصخور.
Arabis caucasica (الاعلى) بين نوعين من الزعفران تنمو في الجبال العالية
تعيش الحشرات اينما تواجدت الازهار، بالرغم من عدم اقتصار وجودها على المنحدرات العالية تتواجد False Apollo – Archon apollinus على ارتفاع 2500م.
يذهب قلة من الناس الى المنحدرات المرتفعة، وبذلك تبقى تلك المرتفعات ملاذا لبعض أندر الثدييات في لبنان، بما فيها الذئب (اليسار). تسافر الذئاب القليلة التي تعيش في لبنان لمسافات هائلة يوميا وتصل في تحركها الى اكثر المنحدرات علواً.
تستخدم بعض الطيور المهاجرة المنحدرات المرتفعة للجثوم بها خلال هجرتها، حيث تقطع رحلتها الطويلة في الجبال المعزولة خلال الخريف عندما تكون السفوح لا تزال خالية من الثلوج. بعض الانواع الاخرى تتميز كفصائل تعيش في المنحدرات العالية مثل: قبرة الشاطئ (اسفل يمين)، عصفور الصخر، الابلق الاوروبي (اسفل يسار)، ونوع اخر موجود لكن بقلة هو غراب الجبال العالية المسمى بـ غراب الصرود أحمر المنقار (يمين).
قد تبدو المنحدرات المرتفعة وكأنها خالية من الحياة في فصل االشتاء. ولكن الأدلة تظهر أنه حتى عندما تغطي الثلوج هذه المنحدرات، تبقى مرفأً للحياة. اينما نظرت تجد اثار الحيوانات (الصورة المقابلة والاسفل) الدالة على وجود الثديات والطيور التي تواصل البحث عن طعامها في حقول الثلج لتستمر في الحياة.